jeudi 2 août 2018

الخطاب الجامع للحطب

الخطاب الجامع للحطب
مصطفى منيغ
لم يعد للصمت عشاق ، فزمن مصارحة الشعب بالحق دق، لتتعالى فوق ألأجساد أعناق ، لن يخشى أصحابها بعد الآن تهديد الغرق ،إن تَرَفَّعوا مبتعدين عن تصفيق النفاق ،وتحولوا لتطبيق الوعي مواقف تَحذِفُ ذُلَّ ما سبق.
... طبعاً الخطاب المُرتقب سيدر الرماد علي رؤوس لم يعي الملك جيداً أن أصحابها يتقنون المعاملة وفق الظرف المُعاش أما ضمائرهم مَلَّت الانحناء لمخلفات السراب والشرب من سائل مخدر وعت بمفعوله العقول وقد رأت بعد 19 سنة أن التلاحم مع الشعب هو الأصل وما عدا ذلك يدخل في ماضى كان بلا مستقبل على نفس نهج ما مَرَّ سيكون بما سيُطيَّق .
... لم يصبر شعب على فساد حكامه كما صبر الشعب المغربي رغم حقه المسلوب، ولم تصمت أمة أهان مَن اختبأ وراء إمارة المؤمنين الإسلام كما صمتت في هذا الحيز الترابي المنكوب ، ولم تتعنَّت بالقهر والجور والتبذير وسوء التدبير والنهب والتسيب "قلة" في دولة بشطرها التنفيذي المدني في الألفية الثالثة كما هو حاصل الآن في هذا البلد الذي على ضَيْعَةِ مخلوق واحد محسوب ، ترى ما الباقي أن يقذف بمن خلقتهم أمهاتهم أحراراً لأنياب مجموعة كل شيء قبيح لها منسوب ؟؟؟، مدفوعة ممَّن لا يعترف بأية قوانين ولا يحترم أي دين  المهم والأهم وأهم الأهم عنده ملأ جيوب .
...أحفاد قارون القرن الواحد والعشرين إن لم يعيدوا للمغاربة أرزاقهم ويتصالحون في توبة بينة مع عقيدتهم ويتحملون المسؤولية بجدية يلمسها الواقع أنها بإتباع ما يسمو بهذا الوطن لما يستحقه من اكتفاء ذاتي في كل المجالات وفق المطلوب ، فلينتظروا ما سيصدره الشعب في حقهم من قرار ستعتبره الإنسانية جمعاء بالصائب . إنه لقول متبوع بفعل جماعي سيُترجم بعون الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والإكرام وليس باللعب ، وَعَهْدٌ بدموع  أرامل و يتامى حرب الصحراء، وعرق عبيد استخراج الفسفاط وحرمان مشردي مُلاَّكِ ذهب "طاطا" وأشلاء مناجم "جرادة" وآلام آلاف الضائعين غرقى قوارب الموت مكتوب.
...فإن كان الخطاب جامعا للحطب المُخصَّص لتدفئة "حراك" الحسيمة فليعلم قارؤه أن المغرب شمالا وجنوبا شرقا وغربا بما يسود فيه من عربدة الفاسدين  المسكوت على جرائمهم قد احترق ولا زال دخان أبعاده لعواصم دول "الفيتو" يجوب ، إذ نعلم أن النظام المغربي إن اشتد غضب الشعب سكن للترقيع ناشدا التهدئة بعدها مع نفس سياسة التهميش والإقصاء يذوب ، فالأحسن أن يضع الخطاب "الحسيمة" ومِن حَوْلِها "الريف" بكل مدنه وقراه نموذج عودة ملك لإصلاح حقيقي يمهد به أنه لا زال قادراً على تغيير ما يطالب الشعب بتغييره وفي المقدمة الحكومة الحالية التي انتهى عمرها الافتراضي سياسيا لتطوى صفحة التآمر على هذا الشعب المنصور بالله الذي أظهر بالمقاطعة الناجحة  أنه سيد نفسه متى أراد بأنجع أسلوب ، وليس بالماء على الرمال مسكوب .
في سياق المجهود المنتسب كالعادة للملك (في مجال السياسات الخارجية) تأتي القارة الإفريقية (في ذات الخطاب) محطة توقف لينطقَ بجمل مختارة (على قلتها) بدهاء  في التستر لينسلخ الموضوع ويظل الشكل يتراقص مع خيال المستمعين ربحا للوقت والهاءً للعامة ببيانات لا مجال لها لترقيع الجلباب بأكثر من خيط حتى لا تفقد كلية ميزة الإرتداء ، خاصة بهذه المناسبة التي قد يسترجع فيها نظام الحكم مكانته الأصلية ، أو يدشِّن توجهه للهاوية، مادام الأمر وصلت حقائقه ليس افريقيا وحسب بل شملت الجهات الأربع من حيث المنفعة المحددة في توسيع توزيع مواد قابلة للتداول المصرفي ، في شكل تعزيز إقامة شبكة بنكية تتنافس على جلب واستثمار ودائع مالية هامة افريقية محلية، تصبح عنق زجاجة للهيمنة على اقتصاديات بعض دول القارة المعنية ، بكيفية تقنية تساعد على تواجد مستمر كفاعل تنموي مَظْهَرِياً ، يقتنص فوائد مادية بموجب اتفاقات رسمية كغطاء قانوني جوهرياً ، مما يجعل الرابح من العملية ككل ، شركات معروفة قائمة في المغرب أو مستحدثة في أكثر من دولة افريقية أفرزتها الزيارة الملكية الشهيرة  المطولة للقارة نفسها ، التي لم يكن هدفها فقط العودة لعضوية الاتحاد الإفريقي قصد قطع الطريق الدبلوماسي على نجاح تقدم جبهة "البوليساريو" اتجاه فرض وجودها (فيما تدعيه) على الساحة السياسية الإفريقية ، بل لها ارتباط وثيق بتحركات ملك مهتم بترويج مبادراته الاقتصادية كرجل أعمال طموحاته عالية في كسب يليق بثروته الشخصية التي يحاول من تسعة عشرة سنة الوصول عن طريقها لأولى صفوف أغنى أغنياء العالم ،. لذا الاقتصادي الراغب دوما في الكسب المادي الغير محصور الاصفرار بعد الرقم المحترم الذي يسحبها خلفه وبالعملة الصعبة، صعب عليه التركيز في قضايا سياسية جد حساسة تتعلق بمصير قضية  المغرب( دولة وشعبا) الأولى ، المرتبطة أساسا بالوحدة الترابية وبقاء النظام المغربي نفسه ، لذا ارتُكِبت أخطاء فادحة من غير الميسور استدراك خسائرها المادية والمعنوية ، منها المخطَّط السري المعمول (ساعتها) لتجميد الحكومة الشرعية عن دواعي لا يليق أن تذكرها دولة في حجم المغرب الزاخر  بعلماء وفقهاء وعباقرة القانون كقانون لا يستحمل استخلاص اجتهادات تخص بعض فقرات فصوله لتتمشى على هوى قرارات فردية تُؤخذ دون الرجوع لذوي الاختصاص  حتى لا يتم رفضها جملة وتفصيلا ، بعدها تعيين  رئيس البرلمان بتلك الطريقة العجيبة الغريبة التي ضربت آخر مسمار على نعش الديمقراطية المغربية ليصبح الوطن رهبن تعليمات تُنَصِّبُ فيه مَن شاء صاحبها أو تقذف بمن شاءت للسجون بأحكام قاسية دون أن يرفع أصبعه بالاحتجاج أحد ، وكل ما وقع ، بما في ذلك موافقة البرلمان المغربي  على القانون الأساسي للإتحاد الإفريقي، كان مثار استغراب خبراء القانون الدولي و إقرار الكثير من سياسيي ومفكري الدول المتحضرة على جعل المغرب خارج نطاق الدول الراغبة في بناء سياسة حكمها خلال الألفية الثالثة على مسار ديمقراطي بمشاركة المغاربة أحزابا كانوا أو نقابات أو منظمات أو مجتمع متمدن مكيف مع متطلبات العصر القائمة على التمكن من الحقوق للقيام بالواجبات . (المقال القادم تحت عنوان : خطاب سفينة  بلا ركاب)

مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

في سيدني _ استراليا

lundi 23 juillet 2018

الخطاب، سيبتعد عمَّا لذَّ وطاب

الخطاب، سيبتعد عمَّا لذَّ وطاب


تطوان : مصطفى منيغ
الجَوْهَرُ سيظل عَكسَ المُنْتَظَر، السَّطْحُ كلمات مُنَمَّقَة بها نفس اللسان لعشرين مرة عَبَّر،  كأنه بالجديد للمستقبل الأفضل عَبَر، يخال المنتبه له أن الآتي قبل نهايته مُعتبر، لكن المجموع سيكون مخيبا لجل التوقعات بل أمَرَّ من ذلك أو أكثر، المُحاطُ بالتقارير المغلوطة المضخَّمة بأرقام غير مضبوطة لن يُبَدِّلَ أو يتغيَّر ، بالأحرى إن كان رِبْح محيطه يزداد فما الحاجة إذن لسماع مَن إذا أنصفهم لذات المحيط خَسِر ، الحل المعتمد كائن لديه في القوة يكفي بمجرد اصغر إشارة، إسكات كل الاحتجاجات و في محاكمة واحدة معاقبة مَن تزعم المظاهرات أو بخروجها أمر.
الخطاب إن بقي في المغرب مَن يستمِعُ إليه خارج المجهودات المبذولة من طرف عمال الأقاليم بواسطة أعوان السلطة والقُواد ورؤساء الدوائر والباشاوات الضاغطين على السكان لحضور حفلات الاستماع المقامة بكؤوس الشاي والحلويات سيكون خلال هذا اليوم والملك يخلد ذكرى جلوسه على كرس الحكم المطلق في هذا البلد  ثم بعد دقائق يطاله النسيان ،  ولن يتوقف زمن الزمان ، على إصلاح ما فسد في عموم الوطن ، ليؤرخ أن إدراك ما فات حلَّ في مثل الابان ، بعزيمة ملك اختار الرجوع لخدمة الشعب وتبرئة نفسه من "قلة" رهبان ، كادت إلحاق الجميع بكارثة سيتردد هولها (لو حدثت) على كل لسان ، أينما استقر فوق البسيطة إنسان .
 المستثمر لن يُفَرِّطَ في مجموعة مستثمرين مثله أو أقل من ذلك بكثير يفضلون التعامل (ولو غير المباشر) مع آلياته النافذة لضمان تصريف المنتوجات وحصد الربح الوفير بدل إتباع المسالك القانونية المطبقة بوجود حكومة لها مفعولها الدستوري وإرادة مستمدة من اختيار الشعب لها أولا وأخيرا ، لذا المقاطعة لم تهدف لتكسير شوكة "الثلاثي" المعروف بل الوصول لراعيهم وتنبيهه أن المعلومات الصحيحة أصبحت مباحة تتوارد من موريتانيا ودول معينة افريقية ورأس الحربة في الموضوع فرنسا ، تتوافد بنظام وانتظام على عقلاء لا زال أصحابها متمسكين بحكمة الصبر كي يستيقظ من استحلى السبات وتركها مباحة للنهب والتسيب وإلحاق كل أنواع الضرر بالشعب المغربي الذي لا يستحق لعظمته مثل هذه الحالة التي وصل إليها أعزَّ ما يملك المغرب .
لو كانت الحكومة قوية لا تخشى في الحق لومة لائم لما واجهت الشعب بسلسلة من الشتائم بعيدة كل البعد عن مقامها التنفيذي الإداري المدني الرفيع ، وبدل أن تعالج المقاطعة باحترام خيارات الشعب المغربي ، تبنت الدفاع عن مصالح مستثمرين بكيفية لم تترك أدنى شك أنها بمثابة خاتم من قصدير في أصبع مكلف بتبليغها التعليمات لتنفذ دون أن تتنفس ، وهذا نفسه يعد مدخلا أن شأن المقاطعة لن يتناوله الخطاب أن كان الملك لا زال مواصلا حمايته لبعض الجهات المرفوض بقاؤها (على ما تهواه من استغلال مفرط لخيرات البلاد) من طرف الشعب ( والى المقال التالي بعنوان: الخطاب ، سيعجِّل بالأسباب )  
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

 في سيدني _ استراليا

من تطوان إلى سيدي علوان (2 من 5)

من تطوان إلى سيدي علوان (2 من 5)

 

المغرب : مصطفى منيغ

الانتقال "مِن .. إلى" ليس مجرد مواصلة  التعبير بواسطة حرفين اتفق علماء اللغة ومنهم سِيبَوَيْه على تسميتهما ضمن أخريات  بحروف الجر أكان المجرور بها عادل أو مجرد حاكم جائر ، ولكن هي دقة حصول التغيير المُرتقب سلمياً بالنسبة للأول وعن طيب خاطر، أو المفاجئ مهما احتاطَ الثاني و ظَنَّ أنها دائمة له تلك الحالة بقوة نفوذ مهما بلغت لن تَضُرَّ أو تنفعَ جناح بعوضة أمام إرادة تستمِّدُ حقها من سُنَّةِ الحياةِ بانتصار الحق والعدل وإصلاح ما أتلفه الطاغي مهما طال أو فصُرَ الأمد حيث لكل مستقبل حاضر
مَن كان يصدق أن الشعب التونسي الشريف قادر على جعل كلمته تصل لزعزعة كل الأسوار المرتفعة التي شيدها زين العابدين بن علي  ليكون مهما عاش الرقم الصحيح في معادلة الحكم المطلق وبقية الشعب مجرد كسور لا شأن لها بأي مستقبل لأي نوع من أنواع الرغبة في الحياة الطبيعية البعيدة عن الذل والمهانة وأصغر الصغائر، كان يكفي لصفعة اصطدمت بخد شاب تونسي أصيل يعرق لسب قوت يومه  محمد البوعزيزي لتشعل بها تلك الشرطية المكونة في مدرسة حاكم مستبد ظالم متمسك بأحقر الحقائر، نارا لم تنطفئ الا باسترجاع التونسيين حكم نفسهم بنفسهم مبددين جبروت نظام تسلط على الرقاب مدة 23 عاما حاسبا نفسه آخر الأواخر ، إن غاب مُسحت خريطة تونس فلا عاش فوق ثراها بشر أو حلّق في سمائها طائر، قمة غرور يقف كل ذي عقل سليم أمامه حائر.   
 الآن أترجمُ بالكلمات ما شعرتُ وأنهيتُ به انطباعي وأنا أتابعُ كغيري تطورات الثورة التونسية. تسوقني لذات الاهتمامات محبتي لتونس القائمة على كفتي العقل والقلب في ميزان الوفاء لتلك الأرض المعطرة بشيم الكرم والتسامح والمصداقية والتآلف والتراحم ، وكما توقعتُ ، انتصر الشعب التونسي العظيم واندحر الظلم  بلا هوادة أو رجعة .
... قررتُ أن أزور المكان لأستنشق عبير الحرية التونسية وأملأ صدري (بالمعنى المُقنع للحواس) عن ذاك الناتج ومصدره  وحدة الشعب على كلمة واحدة ساحقة للطغيان.
 قبل الرحيل خصني السفير السابق لجمهورية تونس بالمملكة المغربية الأستاذ "رافع بن عاشور" بتصريح كان الأخير له قبل الالتحاق بوطنه مُنهياً مأموريته الدبلوماسية بالمغرب، جاء فيها كمقدمة:
 "أريد أن أشكر لك الأستاذ مصطفى منيغ هذه المبادرة الطيبة الكريمة واهتمام جريدتك بتونس وبالشعب التونسي ، في الواقع ليس هذا بالغريب عن مغربي نظرا لما تمتاز به العلاقات بين الشعبين التونسي و المغربي من وشائج القربى والمحبة منذ تاريخ طويل، هذه العلاقات مميزة أيضا على الأصعدة الرسمية بين الدولتين منذ استقلال بلدينا رغم تغير الظروف التاريخية. الشيء الذي لا بد أن نؤكده كون العلاقات التونسية المغربية كانت دائما مثالية على عكس ما عرفته مع بعض الدول الأخرى . "
... قرأتُ في عيون من قابلتهم من تونسيات وتونسيين الإصرار على بناء دولة تونس جديدة ، محصنة بالجدية ، قوية بمقومات مبدئية ، مخلصة للثوابت الثورية ، متحمسة لبسط العدالة والكرامة وتمتيع الإنسان بحقوقه المشروعة كاملة على مجموع تراب الجمهورية. وفي قراءتي تيك تيقنتُ أن تونس انتقلت بالانتصار على جور العهد البائد إلى ترسيخ مرحلة الحق والقانون بتوزيع الكفاءات لخدمة الوطن الواحد خدمة الراغبين في تعويض ما فات والعمل الند للند مع المتقدمين عبر العالم أكانوا من الشرق أو الغرب لا فرق ، إضافة إلى الخلاص من ملفات التفقير والتهميش والإقصاء، المغلقة معالجتها  سابقا بالشمع الأحمر لتنعم أقلية بما تنعمت به ، الخلاص التام المؤدي لما هو أهم، أن يحس التونسيون أنهم سواسية أمام الفائدة العامة بتدبير شؤونهم الحياتية تدبيرا يقدم القيام بالواجب ليعم المجتمع ، بعد الثورة المباركة ، مهما كان التقسيم الإداري لضبط "المحافظات" التنافس الشريف والاتفاق على وضع المسؤول المناسب في المكان المناسب . طبعا ثمة اختلافات في الرؤى إذ الساحة السياسية تعج بما اعتقد المشاركون بوجودهم داخلها أنه حق مكتسب لهم للتعبير عن توجهاتهم بما لزم الأمر من شكل وسط إطار من التمدن القاضي بالحفاظ على مكتسبات الثورة دون المساس بحق الغير أو التصادم اللاعادي بحرية تعبير الأطراف الأخرى أو الاعتداء على الممتلكات المحسوبة على ملكية الشعب الرسمي منها كالخاص ، وإنها لوضعية صحية تبرهن أن الأمة التونسية العظيمة حية في المطالبة بحقوقها التي من أجل التمتع بها فجرت الثورة كالبركان ، أصاب حممه جسد الاستبداد والطغيان، الذي لم يسعفه استعمال القوة وإشعال النيران ، تخويفا لمن برهنوا أنهم أشجع الشجعان ، وقتما يشاء الرحمان ، المجيب لدعوة المعذبين المقهورين المُبْعَدِين بغير موجب حق عن ثروات أصاب مِنْ مجملها مَن عاثوا في الأرض فسادا على قلتهم .
بالتأكيد هناك تباين في تموقع فرقاء المكونات السياسية ،  لكن الأمة التونسية العظيمة أكبر من حوارات الهواء الطلق أو داخل الصالونات أو من خلف الميكروفونات أو حيال شاشات فضائيات مختلف الأجناس والقناعات التحريرية والأبعاد المقصودة عن دراسات أكاديمية أو اندفاعات عشوائية ، أكبر بما تنتجه هذه الأمة الأصيلة من موقف المواقف أدهش العالم ومكن الملاحظين من محللين ومهتمين مخابراتيين من تصحيح معلوماتهم السابقة بحقائق مأخوذة من الواقع المعاش بكيفية متلاحقة  على أرضية تغلي بما يُعَوّلُ عليه في تنقية الأجواء العامة بما بقي عالقا بها يصارع البقاء على نفس المنوال ، لكن هيهات أن يظل حاله كالحال المأمول انجازه بأفكار وسواعد الفضلاء من الرجال . أجل هناك تفاوت في المواقف ، أكان المقصود اهتمام بقيادة الجهاز التنفيذي ، أم التواجد داخل الشطر التشريعي ، في تحمل مسؤولية التسيير لشؤون الدولة عملا على تنظيم المنظم ، و تقويم المُقحم ، و صيانة تطلع الشعب لما هو أهم الأهم ، كالاستقرار مفتاح الأسمى من الاستثمار ، المُتَرْجَمُ بالإحصاء الرسمي إلى منصب شغل لكل راغب فيه وعلاج لكل محتاج إليه ، وتعليم لكل متعطش للنهل منه ، وأمن لكل محروم من وجوده . (يتبع)
الصورة : الاستاذ رافع بن عاشور السفير السابق لتونس بالمغرب ومصطفى منيغ
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

jeudi 12 juillet 2018

من تطوان إلى سيدي علوان (1 من 5)

من تطوان إلى سيدي علوان (1 من 5)


المغرب : مصطفى منيغ

البعض كلما تعاظمت "المقاطعة" المغربية فاسحة المجال لتنفيذ الشعب المغربي الشجاع حفظه الله ورعاه إرادته معتمدا بعد الله الحي القيوم ذي الجلال والإكرام على نفسه بعيدا عن أحزاب وسياسيين فقدوا مصداقية ما يأتي عن طريقهم أصلا ، وانتشرت نجاحاتها خاطب من يخاطب مذكِّراً دون أن يكون لذلك بالقطع مُؤهَّلاً، بما تعاني منه "تونس" من اضطرابات اجتماعية أخَّرتها وشعبها عشرات السنين إلى الوراء ولن يكون استرجاع مقوماتها ومنها الحضور المميز كدولة أمراً سهلاً، وثرثرة من هذا القبيل تبخس الثورة التونسية حق مقامها في التغيير صوب الأفضل قي جو ديمقراطي أراح الاشقاء الأعزاء من ويلات طغيان رئيس قرر الفرار خوفا مما كان ينتظره من حساب عسير يتذوق مرارته بالقانون وزوجته التي اعتبرت نفسها كيلوباترا مصر زمانها مضافة  لبلقيس اليمن وهي ومن معها مجرد ألقاب في حالة مدنية ابتُليت بهم الإدارة التونسية الرسمية في العصر البائد غير المأسوف عليه حملة وتفصيلا . طبعا ظل ذاك الخطاب المنكر والدافع إليه محاولات تخويف الشعب المغربي مظهرياً أما جوهريا ًفمجرد ترفيه عن نفسهم باصطناع افتراءات ضاعفت من درجات عجزهم في تدبير شون هذه المملكة الذين أصبحوا بمثابة العبء الثقيل على نظامها والمفروض فيهم الآن وبدون تأخير الابتعاد عن مناصب لم تشهد معهم سوى استغلال نفوذ ّأوصلت البلاد إلى هذا الحال الذي لا تُحسد عليه كأضعف إيمان، أما الفرار فقد سبق الأحرار المغاربة المكرسون وقتهم بالطول والعرض للدفاع عن مصالح الوطن  أن أشاروا بأسمائهم لمختلف المنظمات العالمية لتكون مستعدة في إطار القوانين الدولية المعمول بها في هذا الصدد لتقديم كل العون كواجب انساني تأسست من أجل تقديمه مهما كانت العوائق أو الظروف حاضرا و مستقبلا.
مهما بدت للمتشككين الصورة غامضة فالبأس كامن في جهلهم حقيقة التونسيين الأحرار، الغير خاضعين قهرا لأطول انتظار ، بل هي توابع ثورة فيها العادي احتار ، تفعل بمن شاء التقهقر للوراء ما قد يُفَسَّرُ بالإخطار ، ولو أعجبه بالعناد ما اتخذه من مسار ، فالشعب التونسي لا زال صاحب بل سيد القرار.
... بعد الثورة زرت تونس للإطلاع مباشرة عن الأحوال هناك بما يهمني من رغبة التأريخ لأولى خطوات تلك المرحلة ، فلم أجد إلا ما ركز في ذهني أن تونس لم تكن مهانة في صبرها معدومة التفكير في مصيرها ، ما أن قامت حتى انتهى عهد مصاصي خيرها مسترجعة ما يخصها حكما وتدبيرا ورؤية تخطيط محكم لمستقبل بالخير مفعم ، لا مكان فيه لمستبد ولا مستحوذ على ثروة وطنية ، فجاء ما نشرته ساعتها مطابقا للواقع محددا الخطوط العريضة لتعاون مجدي نافع مهما كان الميدان يقبل عليه كل واثق من نفسه وبخاصة صنف من الحكام عليهم تغيير العقلية للتقرب من الديمقراطية إذ لا حيلة مع شعب محكوم بالقهر والتسلط والنهب الممنهج إن قام قومته المنتهية بما انتهت إليه ثورة تونس المجيدة.
حيثُ كتبتُ بالحرف الواحد:
الثورة التونسية بخير والتونسيون أخيار ، دعاة سلم وعيش لا يضايق الجار ، يعشقون الحرية والسيادة بمعناها الشرعي لدولتهم مستقبلا كما يخطط لها الحاضر بالتدبير المتفق عليه وبالإرادة السياسية التونسية في الجوهر كالسطح مختار، لا يهم بعض الوقت فالأمر جلل وليس قضية ليلة يتبعها نهار ، وكما نرى لا تفريط في المبادئ ولا تماسك ولو في الأدنى انهار ، هو ميلاد طبيعي يتخلله المد والجزر نهايته لكل الشعب التونسي العظيم أسمى انتصار ، ثمة اكراهات فالزمن البائد شيد بالضغط وللضغط منها سدا مملوءا بما لو تصدع لحصل أفظع انفجار، لذا الحكمة التونسية قائمة تعطي حسب ما يقتضيه الإصلاح التدريجي إذ الهدم سهل ميسور أما البناء من الأساس فتقويمه أعداد متبوعة بتسعة أصفار ، وحمدا لله أن عجلة الحركة الاقتصادية متغلبة لحد ما على الخصاص ريثما تعود الأمور لما يتطلبه الاستثمار ، من هدوء وتعاقد بأنجع حوار، وقبل هذا وذاك نعمة الاستقرار .
التونسيون لحد اللحظة متحكمون في مصيرهم يتناقشون في أهم الاجتماعات ، يتزاحمون في أوسع كأضيق الطرقات، يتنافسون بغيرة وطنية على أرفع المناصب لتحمل العسير من المسؤوليات ، يتخاصم بعض الضعفاء مع بعض الأقوياء والعكس صحيح لكن في حدود المُطاق لتعود السياسة لدى الفرقاء محك اجتهاد لينعم الشعب بما يطمح إليه من نماء تصاعدي يضيف للقيم قيمة ايجابية تعود بالنفع على الصالح العام .
ما يحصل أو هو حاصل بالفعل فكر يتكيف مع المستجدات، تونس قبل الثورة لن تكون بعدها إلا بإرادة شعبية لن ترضى التراجع عن المكتسبات، المحققة ومنها أن يحكم التونسيون أنفسهم من طرف تونسيين في مستواهم الإنساني بالعربي الفصيح ، بالتأكيد المستويات متباينة من حيث المعرفة والتعليم والقدرات الفكرية والتخصصات الميدانية الحرفية المهنية ، لكن هذا لا يمنع أن يكون التونسيون ومن الجنسين يحظون بحقوقهم كاملة غير منقوصة وهذا ما يشكل الورش المستحوذ على العقول المدبرة للشؤون العمومية المشتغلة من جرائه على وضع القوانين ليتساوى حيالها الجميع أكان وزيرا المقصود أو الغفير، الكل أمام التكريم أو التغريم سواء ، طبعا هناك الصالح والطالح سنة كل مجتمع على وجه البسيطة ، لكن التمادي في الغي والجور والظلم ، فهذا أمر مرفوض بحق التضحيات التي بذلها الشعب من أجل الترفع على مثل التجاوزات التي أراد بها الحاكم الخلود على أعناق المواطنين بما يقتات من عرقهم وما يحصده من زرعهم.
... وصلتُ إلى العاصمة تونس وكلي ثقة أنني واجد الحياة طبيعية من حيث الخدمات وعمل المصالح الحكومية والهدوء في المقاهي والأمن على الطرقات، وهذا ما لزمني من انطباع إلى أن غادرت عائدا إلى وطني المغرب . بعض الناس أحيانا تترجم ما تشاهده في بعض القنوات الفضائية أنه يغطي كل متر في البلد ، والحقيقة غير ذلك تماما ، قد يحصل اصطدام ما بين رجال الأمن والمتظاهرين في شوارع معينة ولكنها ليست كل المدينة ، تهويل الأمور شيء والواقع شيء آخر ، لا يمكن مقارنة ما يحصل بين الفينة والأخرى في عاصمة تونس بما يقع في عاصمة سوريا دمشق ، هنا الثورة أخلاق وفضيلة وتمسك بالحفاظ على ممتلكات الشعب ، في سوريا إجرام حقيقي وقتل بأرقام مهولة كل يوم ، وتخريب ودمار 24 ساعة على 24 ساعة ، تونس غير ذلك تماما والتونسيون حاسمون أمرهم بجدية ، وإن كان هناك انفلاتات فتبقى شخصية يتحمل مسؤولياتها متشددون لهم أفكار خاصة يعتنقونها ومذاهب مميزة يرونها الأليق بهم ولا يريدون عن تعصب بغيرها بديلا لدرجة اصفرت عن اغتيالات لا تمت بصلة لأخلاقيات الشعب التونسي المتحضر الكريم . في تونس لم أشعر بالغربة تجولت بحرية في شارعي محمد الخامس والحبيب برقيبة كما فعلت ذلك في دروب المدينة القديمة التي استطيع القول أنها لا تختلف عن دروب فاس العتيقة إلا من حيث الأسماء ، ولجت الوزارة الأولى أو مقر رئاسة الحكومة كأنني أدخل أية بناية لعمالة أو ولاية في المغرب ، ما منعتني قيود ولا حاصرتني موانع ، حالما يتيقن المسؤول أنني صحفي حتى أعامَلَ بترحيب مثالي واحترام صادق وسماح لأحاور مَن شئت وأصور أي ركن يتمم ما اكتب من انطباع أو خاطرة أو مقال أدون فيه ما مَثُلَ أمامي أو ما حصلت عليه من تلك الإدارة الحكومية أو هذه المؤسسة الخاصة ، وبالمناسبة حكومة تونس لا وزير فيها يحمل حقيبة الإعلام ، حتى الوزارة الأولى لها مستشارها الإعلامي ومساعدوه في جناح خاص أغلبيتهم أصبحوا أصدقاء لي أكن لهم التقدير.
.... طبعا زرت حزب النهضة ، الحزب الحاكم حتى اللحظة ، واستُقبلتُ من طرف رئيسه وزعيمه الروحي الأستاذ راشد الغنوشي وأجريت معه حوارا وإن اختصر على نقطتين فقد خرجت منه بقاعدة لن أتخلى عنها مهما حصل أن دولة فيها الشيخ الغنوشي دولة محظوظة وقادرة للتغلب على مجمل التحديات المدسوسة من طرف فلول النظام السابق ، الرجل على قدر كبير من تواضع العظماء ، حريص على الدقة في التنظيم ، والتفكير قبل النطق ، والتأثير المفعم بحب الخير للجميع ، وعدم الراحة حتى القيام بما ينتظره من واجب ، منصف متى طُُرِِق بابه ، ولا يخشى سوى الله الحي القيوم ذي الجلال والإكرام ، مثقف لأبعد الحدود وتونسي لأعمق الجذور وتواصل الجدود . جاءت زيارتي له مقرونة مع حضور السفير الإيراني في تونس ، في لحظة طرق انتباهي أن إيران تسعى لضم تونس في شخص الشيخ الغنوشي لمحيطها السياسي ، لكنني لمست بحدسي أن تونس متمسكة بأمر واحد يشغلها أكثر ، أن ينهي المجلس التأسيسي أعماله في أحسن الظروف ، وأن يُقدم مشروع الدستور للمناقشة الوطنية بمشاركة كل الأحزاب والنقابات والجمعيات والفعاليات المستقلة دون إقصاء أحد لأنها نتاج ثورة ناجحة يفرز تأسيس دولة عريقة في المجد على أسس حديثة صلبة تؤهلها لانطلاقة مباركة صوب طليعة الدول المتقدمة القادرة على إسعاد مواطنيها بما يكفل لهم العيش الكريم بشرف وعزة نفس.(ستبع)
في الصورة : الزعيم التونسي الغنوشي في لقاء مع مصطفى منيغ

مثطفى منيغ

سفير السلام العالمي

حكام الفساد خيمتهم بلا أوتاد

حكام الفساد خيمتهم بلا أوتاد

المغرب : مصطفى منيغ

المَخاضُ أخيراً لأنْسَبِ طريقٍ أخَذ ، بابْتِكَار تَوَسَّطَ كَلِمَتَيّ عَصَى وتَمَرَّد ، لا يَقْرب الساخن حتى يَبْرَد ، جاعلاً من الهدوء الهدف الأساس ليتوسَّع ويَتَمَدَّد ، فيكون الانجاز يومه مضاعفُ قي الغد ، نضال متواصل كاجتهاد ، دون ضوضاء وبلا شغب عكس ما كان في مثل الحالات بالأمر المعتاد ، يقطعُ استرداد الحقوق شوطاً شوطا ٍبزعامة فاطمة (افتراضا) وأحمد ، وَضَعَا اليد مع اليد ، كرسالة بليغة تتلقاها هيأة الأمم المتحدة مبعوثة (في شخصيهما) من لدن شعب موحًّّّّّّّّّّّّد ، الذي كلما خَطَّطَ  بنفس الحكمة لمؤيديه عبر العالم وَجَد ، وقبل ذلك على نفسه اعتمد .
انقرض زمن الصياح وزغاريد ورثها المرددون عن الهنود الحمر وأفارقة العصور الغابرة وأشياء أخرى يتوصل عن تنفيذها بدعم حكومي يبلغ ملايين الدراهم في مهزلة لو عَلِمَ بخباياها دم الأحرار والحرائر في شرايينهم تَجمَّد،
... في المملكة المغربية كل شخص في تلك المجموعة الحاكمة الفاسدة مهدَّد ، من طرف منتسبي لنفس الدائرة المعروفة العدد ، عند المكلف بمنحهم أعلى أجور في تاريخ الوظيفة العمومية للمملكة المغربية رغم أنفه دون عَمَلٍ لهم بالقانون مُعْتمد ، لا الحكومة بوزيرها الأول كالأخير ولا البرلمان بكل تلوينات الدكاكين السياسية الممثل لها قادرين التدخل لسبب ثلاثي الأبعاد محدّد ، "العجز المركَّب" و"الخوف الأنسب" و"احتضان شعار: السكوت من ذهب" ، أليس هذا خرق فيه المنكر (لعقدين) تجسَّد ؟؟؟ ، ويأتون الواحدة تلو الآخَر في هذا الموسم الحار إلى "تطوان" كل لنصيبه فيها يتفقَّد ، جهراً باختلاق نشاط رسمي الغرض منه در التحدي اللامشروع في أعين المنتَخَبين قبل عموم  الأهالي وليس الرماد ، وتستراً لتهريب ما حصدوه دون عناء زرع عن طريق "سبته" التي لمخابراتها الإسبانية ما جمعته من تصرفاتهم الموثَّقة ليوم لا يخطر على البال وصوله لإظهار (صور وكلمات وحركات) مَن  بشؤونه المادية في غياب تام للشعب المغربي اعْتَدَّ ، عسى أن يتغلغل الوعي لدى ألباب بعض "التطوانيين" قبل غيرهم بالاطلاع المباشر على الفاعل الصادم ومَن بالفعل صَدَم ولن يتمكن المعني من الهروب ما دام الشريط الواضح الفاضح داخل كل بيت التفرُّج عليه مباح وكل لحظة بإضافات مواكبة جديدة  مُعاد  ، و بالتالي مَن تمسك بالعروة الوثقى حفاظاً على عزة وكرامة الوطن ومَن فيه عن أمانة المسؤولية الكبرى هَجَرَ و صَدَّ .
... شبه الإجماع الجماهيري على تمكُّن الفساد من جل القطاعات الأساسية في المغرب قائم مصدره بشاعة  الاستبداد، بخيمة شُيُّدت بلا أوتاد ، يجتمع داخلها من ظن أن البلاد "لقلة" تمادت في غيِّها لتتقاسم (ولو بنسب متفاوتة) ما فوق ترابها وما تحته بين أفراد من نساء ورجال أحاطوا أنفسهم (عدوانا) بهالة التقديس ليُكرِّهوا المنتهي صبرهم حتى في الاسلام لكن العبرة في الخاتمة القريبة لأقرب مساحة استوطنتها تلك "القلة"أكانت في "تارودانت"أو"داربوعزة"أو "طانطان" أو "تطوان" أو "وجدة" إلى آخر الأربع مائة (400) موقع بما ستشهده من حراك مبارك لن تفلح في إيقاف غضبه لا قنابل مسيلة للدموع ولا إغراء توزيع استغلال "أراضي الجموع" لغاية تحقيق إرادة أغلبية الشعب المغربي العظيم حفظه الله ونصره وحقق لنفسه وبنفسه ما يريد بالمشروعية التي أراد . (يتبع)